سورية تبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من خط الغاز العربي بطول /324/كم.
د. زينب: تكلفة هذه الأعمال 140 مليون دولار مدفوعة بالكامل من الخزينة العامة.
لدينا مشاريع لرفع إنتاجنا اليومي من الغاز إلى /32/ مليون متر مكعب بحلول العام 2008.
أعطت وزارة النفط قرار البدء بمباشرة العمل في المرحلة الأولى لمشروع خط الغاز العربي في سورية إلى الشركة الروسية التي رسي عليها عقد التنفيذ.
هذا المشروع الذي يعتبر نموذجاً متميزاً للمشروعات العربية حسنة التخطيط وواضحة الأهداف ويشكل بامتياز شريان اقتصادي يربط القاهرة بعمان ببيروت بدمشق وبغداد وأنقرا ومن ثم الأسواق الأوربية.
حول ميزات هذا الإنجاز العربي المهم وآثاره الاقتصادية وفوائده الصناعية والبيئية والتشغيلية والفرص المتاحة أمام سورية للاستفادة من هذا المشروع.
التقت مجلة البيئة والصحة الدكتور المهندس حسن زينب معاون وزير النفط وأجرت معه الحوار الآتي:
خط الغاز العربي نموذج للتعاون الدولي:
*بداية ماذا عن فكرة مشروع خط الغاز العربي وأهميته الاستراتيجية عربياً ودولياً؟
**بعد اكتشاف كميات كبيرة جداً من الغاز في جمهورية مصر العربية. وذلك حسب التقارير الواردة من مصر، تولدت فكرة أمام الجانب المصري والأردني واللبناني والسوري لإحداث شركة لنقل هذا الغاز المصري عبر الأردن ولبنان وسورية وتركيا وأوربا، ثم إنشاء هيئة عربية للغاز لكن على ما يبدو أن بعض الدول العربية لم تستطع لسبب أو آخر أن تضع القوانين بشكل سريع ومناسب.. في حين كانت سورية الدولة الأولى التي أخذت القرار بذلك وأصدرت قانوناً له.
ومبدئياً تم عقد اتفاق جانبي بين مصر والأردن لإيصال الغاز إلى العقبة لتوليد الكهرباء في الأردن وتنفيذاً لهذا الاتفاق فقد تم تمديد خط من قبل شركة مصرية عبر العريش إلى العقبة ومن ثم تم الاتفاق لإحداث شركة مشتركة أردنية-مصرية لاستكمال هذا الخط حتى منطقة الرحاب الأردنية.
والحقيقة أن الفكرة الأساسية للشركة كانت عبارة عن شركة عربية واحدة جُزّئت في النهاية إلى أكثر من شركة لأسباب قد تكون تمويلية أو التأخر في إصدار بعض القرارات من قبل بعض الدول أو لرغبة الجانب المصري والأردني أن ينفردا في تنفيذ الجزء المتعلق بهما.
وعندما وصل الخط إلى منطقة الرحاب والتي تبعد عن الحدود السورية-الأردنية بحوالي 30 كم قمنا بعقد عدد من الاجتماعات مع المعنيين من الدول العربية الشقيقة (مصر، الأردن، لبنان) من أجل تفعيل الشركة من جديد وفعلاً تم الاتفاق في نهاية المطاف على أن يتم إكمال الخط عبر سورية من الحدود السورية-الأردنية وحتى الحدود التركية (والبالغ طوله حوالي /540/كم) بسبب وجود اتفاقيات جانبية مبرمة مع أوربا لإمداد خط الغاز الأوروبي القادم من روسيا وتزويده بالغاز العربي.. والأتراك من حيث المبدأ لم يمانعوا في مرور هذا الخط عبر أراضيهم لكن في البداية لم يكن لدى تركيا رغبة لشراء الغاز العربي بسبب ارتباطهم بعقود شراء غاز من إيران وروسيا وفي الفترة الأخيرة عاد الجانب التركي وفعّل هذه القضية وتم الاتفاق نهائياً أن يقوم الجانب السوري بمد الخط من الحدود السورية الأردنية وحتى منطقة الريان في حمص بطول حوالي 324 كم وبقطر /36/ إنش على حساب الجانب السوري وتم إعلان مناقصة عالمية ورست على الشركة الروسية لتنفيذ هذا الجزء من الخط ضمن الأراضي السورية والذي تقدر تكلفته حوالي /140/ مليون دولار أمريكي.
أما ما يتعلق بالجزء الثاني من خط الغاز العربي من منطقة الريان وحتى الحدود التركية فقد تم الاتفاق بين مصر وتركيا وسوريا على إيصال هذا الخط إلى تركيا.
تغذية محطة دير علي:
*ما أهمية خط الغاز العربي محلياً؟!
**الميزة الأساسية لهذا الخط هي ربط هذه الدول العربية جميعاً بخط غاز عربي والهدف الرئيسي منه هو تصدير الغاز المصري بالإضافة إلى أنه إذا وجدت كميات من الغاز فائضة في سورية يمكن تصديرها عبر هذا الخط.. كما أنه منذ حوالي سنتين انضمت إلى هذه الاتفاقية دولة العراق.. والحقيقة إن انضمام العراق إلى اتفاقية خط الغاز العربي هي ناحية إيجابية جداً لأن العراق يحتوي على احتياطي كبير من الغاز ويمكن أن يزود بالغاز أية دولة أوربية أو عربية مشتركة بخط الغاز العربي..
أما بالنسبة لسورية فإن أهمية هذا الخط تأتي بالشكل التالي: هناك محطة لتوليد الكهرباء بدأ إنشاؤها في منطقة دير علي التي تقع جنوب دمشق وتبتعد عنها بحوالي (50-60)كم ومن المفترض أن يتم تزويد هذه المحطة بالغاز السوري من مشروع غاز المنطقة الوسطى ولكن إذا تأخر إنجاز هذا المشروع فإنه سيتم تزويد هذه المحطة بالغاز المنقول عبر الخط العربي أي مبدئياً سنستفيد من هذا الخط في تزويد المحطة وفي حال استكمال مشروع الغاز في المنطقة الوسطى سيتم تصديره إلى تركيا على شكل عملية مقايضة.
إذاً الخط مهم جداً لربط هذه الدول لتخفيض الاعتماد على النفط بشكل أساسي إن كان في توليد الكهرباء أو تمديد الغاز إلى المنازل أي يصبح الغاز مصدراً أساسياً للطاقة في هذه الدول المتشاركة بالخط.
وتأتي أهمية الخط العربي بالنسبة لسورية أيضاً في دعم المحطات الغازية المحلية إذا ما حصل أي نقص في الغاز المنتج محلياً حيث لدينا شبكة من الخطوط الغازية يبلغ طولها حوالي /2400/ كم.
مزايا اقتصادية واستثمارية:
*هل لهذا المشروع آثار اقتصادية على الدول المتشاركة بالخط من ناحية زيادة التبادل التجاري أو جذب استثمارات مهمة؟
**طبعاً أي تعاون عربي في أي مجال هو دعم للمجالات الأخرى فهذا الخط قد ربط خمس دول بشكل تام.. وكما هو معروف فإن الخط يحتاج إلى معدات وتجهيزات وبما أن مصر لديها مصانع لتصنيع أنابيب نقل الغاز والنفط فإننا بهذا العمل نستغل قرب مصر ونستجر هذه الأنابيب منها مما يوفر علينا مبالغ في الأسعار وأجور النقل.
كما هناك عوامل اقتصادية أخرى تدخل في هذا المجال مثل تبادل الزيارات والخبرات وترسيخ الوثوقية لمصادر الطاقة في هذه البلدان, فتأتي استثمارات كبيرة وكثيرة لم يكن في حسبانها هذا الخط مما يعزز عند المستثمرين عوامل الطمأنينة بتوفر مصادر طاقة بعيدة المدى وبالتالي يزداد الاستثمار المحلي وأيضاً العربي والعالمي في سورية وكذلك في الدول الأربعة الأخرى.
مشروع الغاز العربي والصناعة السورية:
*هل يمكن الاستفادة من خط الغاز العربي بتزويد معامل الأسمدة والسيراميك بالغاز المضغوط أو حتى في مشروع تشغيل السيارات على الغاز؟
**نعم يمكن تزويد هذه المعامل وتشغيل السيارات بالغاز ولكن الغاز كمادة أساسية لها قيمة عالية يفضل عدم استخدامه في هكذا مجالات. إلا أنه وفي حال الحاجة له طبعاً يمكن استخدامه في عملية صناعة الأسمدة والسيراميك والأنسجة وغيرها مع المصانع العامة والخاصة.. علماً أن ذلك يحقق نتائج جيدة من ناحية زيادة كميات الإنتاج وتحسن مواصفاته.
الجديد في تشغيل السيارات على الغاز:
*يقال إن مروع تشغيل السيارات على الغاز قد توقف لماذا؟
**لا.. مشروع لم يتوقف ولكنه مجمد حالياً بشكل غير رسمي لإجراء دراسات أعمق, لأن تزويد السيارات والمنازل بالغاز يحتاج إلى شبكة ضمن المدينة وتمديد هذه الشبكة يحتاج إلى دراسات مستفيضة لأن بناء محطات للغاز ضمن المدينة يتطلب تخصيص مساحات كافية تتسع لها ولذلك هذا يتطلب التعاون مع المحافظة ووزارة الإدارة المحلية والبيئة والجهات المعنية لإيجاد الأماكن المخصصة ولإعطاء التسهيلات اللازمة لتمديد خطوط لهذه المحطات وكذلك للمنازل..
فمن الناحية الاقتصادية إذا قمنا بتمديد شبكة للمحطات دون إيصال الخطوط إلى المنازل فإن الجدوى الاقتصادية منها قليلة.. أما إذا قمنا بإنشاء شبكة متكاملة تمد المحطات والمنازل بالغاز فإن هذا العمل يكون مجدياً اقتصادياً ومشجعاً للشركات.. طبعاً لا أعني أن الحالة الأولى ليست مشجعة لكن نسبة التشجيع ترتفع من 20% إلى 80% في الحالة الثانية (بسبب ارتفاع قيمة الاستثمار وحجمه في هذا المشروع).
حاولنا من خلال فكرة أولية إنشاء محطات غاز حول دمشق ولكن وجدنا أنه من الناحية الاقتصادية لا يوجد ما يشجع المواطن العادي وأصحاب السيارات أن يذهبوا إلى منطقة عدرا مثلاً لتعبئة خزانات سيارتهم بالغاز لأن هذا يترتب عليهم تكلفة انتقال وزمناً مهدوراً، وبالتالي فإن الرغبة لدى السائق وصاحب السيارة أن تكون محطة الغاز في متناول اليد وليست بعيدة عنها..
توفير التمويل اللازم:
*ما هي الصعوبات التي يواجهها الخط العربي في المرحلة السورية؟
**في البداية كنا نبحث عن التمويل ولكن الحكومة تجاوبت لهذا الأمر بشكل سريع وقد خصصت للمرحلة الأولى (من الحدود الأردنية-السورية وحتى منطقة الريان في حمص) تمويلاً داخلياً وستقوم بتنفيذه الشركة السورية للغاز بشكل كامل وقد رست المناقصة على شركة روسية اسمها (ستروي ترانس غاز) والعقد في طور التنفيذ وسيتم البدء قريباً في عمليات تنفيذ هذا الخط لنقل الغاز المضغوط CNG.
أما المرحلة الثانية (من الريان وحتى الحدود التركية) فهناك فريق (مصري-سوري-تركي) سيمول هذه المرحلة ويقوم بتنفيذها.
الوضع الحالي للغاز في سورية:
*ما هو وضع إنتاج الغاز محلياً؟
**ننتج من حيث المبدأ حوالي /22/ مليون متر مكعب من الغاز يومياً منها حوالي /8/ مليون متر مكعب نعيد حقنها في الطبقة الأرضية من جديد ثم نعيد إنتاجها وهذه العملية تنتج مع الغاز مكثفات غالية الثمن..
كما نقوم بتزويد وزارة الكهرباء بحوالي /10/ مليون متر مكعب من الغاز يومياً.. ووزارة الصناعة تستهلك مليوني متر مكعب من الغاز إضافة إلى استخدامات داخلية بحدود المليونين أيضاً.
*ماذا عن عمليات حرق الغاز؟
**كمية الغاز التي تحرق أقل من مليون متر مكعب في اليوم وعملية الحرق تتم لأن هذه الكمية تتواجد في مناطق بعيدة وبالتالي عملية استثمارها غير مجدية اقتصادياً.. والغاز ثمنه أكبر وأغلى من أن يحرق أما سابقاً فإن الغاز كان يحرق لأننا لم نكن نعرف قيمته.
واقع مشاريع استثمار الغاز المحلية:
*ما أهم المشاريع المحلية لاستخراج واستثمار الغاز في سورية؟
**لدينا مشاريع كثيرة لاستثمار الغاز منها:
-في المنطقة الوسطى يوجد مشروع كبير على مرحلتين لإنتاج الغاز.. الأولى إنتاج /6/ مليون متر مكعب والثانية /3/ مليون متر مكعب في اليوم. .
وقد بدأ العمل بالمرحلة الأولى ورست المناقصة على إنشاء مصنع للغاز في منطقة قريبة إلى حمص وباعتقادي في نهاية العام 2008 سيكون هذا المصنع قد أنجز.
-وهناك عقد مع شركة "إينا" الكرواتية وينص على أن تقوم هذه الشركة بإنتاج /4/ مليون متر مكعب من الغاز يومياً وسيتم دراسة موضوع مصنع الغاز, فأما أن تقوم الشركة بإنشائه أو تشارك الشركة السورية للغاز بالمصنع التابع لها ومشروع "إينا" وصل إلى المرحلة النهائية حيث يمكننا إنتاج الغاز ولكن الإنتاج يحتاج إلى مصنع.
وحول عمليات استكشاف الغاز أشار إلى أن هذه الاستكشافات لا تنتهي حيث تم حديثاً اكتشاف حقل في منطقة صدد ولكنه ما زال في طور الدراسة والحفر.
وفي منطقة السلمية أخذت شركة "إينا" عقداً جديداً فيها وهذا العمل ما زال قيد الدراسة..
إنتاج كميات جديدة:
*هل لدينا موعد محدد لإنتاج الغاز محلياً؟
**طبعاً الإنتاج يتم على مراحل حيث من المقرر في العام 2008 أن نضيف إلى إنتاجنا الحالي وهو /22/ مليون متر مكعب من الشركة السورية للنفط لوحدها حوالي /6/ مليون متر مكعب ومن شركة إينا /4/ مليون متر مكعب.. وهكذا يصل إنتاجنا بعد الانتهاء من إنشاء محطة توليد الكهرباء في دير علي وبعض المحطات الأخرى المقر إنشاؤها من قبل وزارة الكهرباء سيزيد إنتاجنا من الغاز في العام 2008 إلى حوالي /32/ مليون متر مكعب يومياً وفي مراحل لاحقة أيضاً سيضاف إلى هذا الرقم كميات غاز جديدة منتجة داخل الأراضي السورية.
صديق البيئة:
*ما الفارق بين الغاز المنزلي والغاز الطبيعي المضغوط؟
*الغاز المنزلي LPG هو مستخرج من النفط أي هو "القطفة" الأولى في عمليات تكرير النفط أما الغاز الذي سينقل في الخط العربي فهو الغاز الطبيعي المضغوط CNG وهو يختلف عن المنزلي من ناحية المواصفات والأهمية والسلامة البيئية والصحية.
حيث يمتاز الغاز المضغوط بأنه وقود غازي نظيف سهل الحركة له احتياطات أمان كبيرة جداً أكثر بكثير من الأسطوانة العادية إذا ما استخدم في المنازل.. وهو غاز صديق للبيئة لا يسبب تلوث إلا بنسب ضئيلة جداً مقارنة بالديزل..
عمران محفوض
لا اله الا الله محمد رسول الله
الماضى والحاضر
يوسف أحمد محمد طلعت
يوسف أحمد طلعت
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق